تنقل نايلة الصليبي في "إي ميل" مونت كارلو الدولية، نتيجة أبحاث في الأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد هندسة المعلومات في بكين، لتصميم خوارزميات ذكاء اصطناعي للكشف عن أي شكل من أشكال السخرية، من خلال جمع مجموعة كبيرة من البيانات من منصة "تويتر".
إعلان
تُدخِل تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولات عميقة في مجتمعاتنا ومفهومنا للبشري بشكل عام، فمن خوارزميات تدير المنصات الاجتماعية وتطبيقات مساعدة في الهواتف الذكية إلى الأدوات والمنازل الذكية والخوارزميات الطبية والمالية وأيضا العسكرية والأمنية للتعرف على ملامح الوجه، الذكاء الاصطناعي في كل مكان وفي كل الابتكارات وندخل مرحلة جديدة في تحليل المشاعر البشرية من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وأخر الأبحاث تتعلق بالمشاعر البشرية الأكثر تعقيدا في التعرف على ملامحها الا وهي السخرية.
في هذا الإطار نشرت الأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد هندسة المعلومات في بكين، أبحاثا لتصميم خوارزميات ذكاء اصطناعي للكشف عن أي شكل من أشكال السخرية. فقد جمع الباحثون مجموعة كبيرة من البيانات من منصة "تويتر"، والتي صنفوها على أنها مكانا للسخرية، بعد ذلك تقوم الخوارزميات بالبحث في تلك البيانات عن التناقضات بين الصورة والنص ثم تجمع النتائج لإنشاء التوقعات.
فقد قام الباحثون بدراسة الفروقات أو التناقضات فيما سموه بالعاطفة في التغريدات بين النصوص والصور المنشورة. وتحليل الوسومات أو هاشتاغ في نص التغريدة لتقييم العاطفة التي ينوي المستخدم نقلها من خلال علامات التصنيف الخاصة به.
حقق هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي الذي صممه الباحثون الصينيون معدل دقة خلال الاختبار يبلغ نسبة 86%، مقارنة بنسبة 83% لنموذج مماثل صدر عام 2019
هذا وكان قد قام عدد من الباحثين من جامعة ميشيغان وجامعة سنغافورة باختبارات حول السخرية. استخدموا فيها نماذج من اللغة الطبيعية ومشاهدات يحللها الكمبيوتر للكشف عن السخرية في البرامج التلفزيونية. وقد صادقت جمعية اللسانيات الحاسوبية Association for Computational Linguistics ،على صحة هذا الاختبار و هي جمعية علمية في المعالجة اللغوية التلقائية،أنشئت في عام 1962.
تقنية الذكاء الاصطناعي الصينية هذه يمكن دمجها اليوم بشكل كامل في حلول تسمى بالاستماع الاجتماعي social listening، وهو مفهوم يقوم على تحليل محتوى المنصات الاجتماعية لفهم الفروق الدقيقة في لهجة المنشورات، وهي ممارسة ليست سهلة لمعظم أدوات التحليل المتوفرة اليوم.
هذا يعني أن الاختبار الصيني الذي يعتمد فهم التناقض الذي يعتبر من الملامح الرئيسية للسخرية؛ سيفتح الطريق لاختبارات أخرى لفهم التناقض في اللغة الطبيعية، أي بمعنى أخر تمكن الخوارزميات فهم المشاعر البشرية من خلال اللغة البشرية الطبيعية.
فالاختبارات والابتكارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت مفتوحة على كل الاحتمالات الممكنة للفضول العلمي البشري.